الندوة التي كان خير استفتاحها بالقرآن الكريم بتلاوة عاطرة، تلاها الأستاذ أحمد سعيد مجلي.
بعد ذلك افتحت الندوة بأول ورقة تحت عنوان (في رحاب الشهادة والشهداء) قدمها الأستاذ طه الحاضري… تطرق فيها إلى عظمة الشهادة في سبيل الله، وأنها أفضل عمل يلقى المؤمن به الله تعالى.. وأفضل خاتمة يختم بها المؤمن حياته.. كما أنها ليست نقصاناً من العمر بل خير ونماء لثمرات هذا المقصد العظيم…
وقال الحاضري في ورقته: إن الشهادة ربح صاف، واستثمار مضمون وعبور إلى المستقبل المنشود، ونظرة استراتيجية، ورؤية عملية فاعلة إلى ما بعد الحياة الدنيا، وأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة.
وأضاف: إن الشهادة استراتجية أعجزت الأعداء.. فقد حاولت قوى العدوان التخويف من القتل لكسر الإرادات وتحطيم المعنويات، وبث الهزيمة في صفوف المجاهدين، وخلخلة صمود المجتمع الجهادي.
وأشار الحاضري إلى نجاح قوى العدوان في هزيمة الكثير من الجيوش الأخرى واحتلال الكثير من الشعوب، ولكن هذه الاستراتيجية سقطت وفشلت أمام من يعشقون القتل في سبيل الله.. وهذا ما يفسر صمود وصبر المجاهدين الأبطال في مختلف جبهات القتال، تحت أمطار الصواريخ النازلة من سحب الطائرات المعادية، وأوقفوا وكسروا الزحوفات الكثيرة والحشود من مرتزقة العدوان المتدفقة كالسيول العارمة.
كما ذكر في ورقة عدة تساؤلات حول الشهداء ومن هم الشهداء، حيث قدم توضيحاً كافياً حول شبهة مسلم يقتل.. مفنداً الفهم الخاطئ لدى الكثير من الناس لحديث: ((إذا تواجه المسلمان بسيفيهما….)) إلى آخر الحديث. فما يحصل في اليمن هو دفاع عن الأرض والعرض، وعن الحرية والكرامة.. ورفض العبودية والاستذلال.. واستشهد بوقائع استشهاد أئمة أهل البيت عليهم بدءاً من الإمام علي عليه السلام وحتى السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.. وأنهم قضوا على يد أناس محسوبين على الإسلام.
أما الورقة الثانية التي قدمتها الأستاذة بشرى المحطوري، فكانت تحت عنوان (عوامل دوافع صمود الشهداء). تطرقت فيها إلى العوامل والدوافع الأسباب التي جعلت شهداءنا الأبرار صامدين وثابتين ثبوت الجبال… ومن خلال المحورين اللذين جاءا في ورقتها.. أشارت إلى أن الشهداء الأبرار ازدادوا وعياً وعرفوا الله حق معرفته من خلال القرآن الكريم.
وأشارت المحطوري إلى أن من الأمور والدوافع التي دفعت الشهداء الأبرار إلى ميادين البطولة والعزة والكرامة كان استناداً لاطلاعهم وقراءتهم لمحاضرات السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه… وكان لذلك الأثر الكبير في شعورهم بالمسئولة العظيمة الملقاة على عاتقهم، وعرفوا وفهموا ووعوا من خلال تلك المحاضرات ثقافات كثيرة مغلوطة مثل: التعبد لله بالصبر على البلاء والذل والهوان.. وأيضاً إيمانهم المطلق بالشعار.. الذي يخيف الأعداء ويبث الرعب في قلوبهم.
وفي نهاية ورقتها أشارت إلى أن من عوامل الصمود أيضاً فهم الشهداء الفهم الكامل لمخططات الأعداء من اليهود والنصارى منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م.
الورقة الثالثة والأخيرة كانت بعنوان (الشهداء صناع الانتصارات) قدماه الأستاذ زيد الغرسي.
حدد فيها نقاط انتصار القضية التي يستشهد من أجلها، وذكر منها: أن دم الشهيد هو وقود استمرار القضية والدافع القوي لبقية المجاهدين لمواصلة الجهاد في سبيل الله.
وأشار إلى أنه بدماء الشهداء تتعزز وتتعمق المبادئ والقيم، وأخلاق وثوابت الإسلام في أوساط المجتمع بحيث لا يستطيع الأعداء اجتثاثها من وجدانهم وفكرهم وحياتهم. وأن الشهداء يصنعون الحياة للآخرين. وأن الشهداء صنعوا البطولات والانتصارات الكبيرة والعظيمة التي أذهلت العالم ولولاهم لما صمد الشعب اليمني لأكثر من عامين.
واختتمت الندوة بكلمة لرئيس رابطة علماء اليمن العلامة المجتهد شمس الدين شرف الدين.. أشار في كلمته إلى أننا نعيش فترة امتحان عصيبة.. وحالة من التحول الكبير.. وأن هذا التحول لا بد له من تضحيات.. ومن أهم التضحيات الشهادة في سبيل الله وإعلاء كلمته.. وأن اليمن شهدت تحولاً كبيراً إلى الأحسن، وكان لا بد له من تقديم التضحيات تلو التضحيات.. وتقديم النفوس رخيصة في سبيل الله. وأن الشهيد يشهد بملك الله وربانيته وعظمته… وهل هناك أعظم ممن يقدم روحه التي هي أغلى شيء عنده في سبيل إعلاء كلمة الله.
ودعاء رئيس الرابطة كافة الشعب اليمني إلى الصمود والثبات والصبر لأن ذلك أهم أسباب النصر العظيم.. كما دعا المشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية والإعلامية والثقافية أن يستنهضوا المجتمع إلى الجهاد ويحرضوهم على قتال من يعتدي على اليمن.
وأضاف أن عجلة الابتلاء جارية وواقعة.. فلا بد لنا في هذه الظروف إلا أن نصبر وأن نثبت حتى يكتب لنا النصر العظماء اليمن المجزرة التي ارتكبها العدوان السعودي في حق مجلس العزاء الخاص بالنساء في أرحب.. وكل المجازر المرتكبة في الشعب اليمني.
اترك تعليقاً